الصدفية يمكن السيطرة عليها، لكن قبل ذلك يجب أن نعرف أكثر حول هذه المشكلة الجلدية. بشرتنا هي إحد أعضاء الجسم الأكثر حساسية. لذلك يجب علينا معرفة كيفية حمايتها، العناية بها و تغذيتها. هذا النسيج يتأثر بالعوامل الداخلية و الخارجية ما يمكن أن يتسبب في إصابات جلدية. الصدفية هي إحدى الإصابات الجلدية الأكثر شيوعا و أيضا الأقل معرفة.
ما هي الصدفية و ما أسبابها ؟
حسب الأكاديمية الإسبانية للأمراض الجلدية و التناسلية، الصدفية هي مرض التهابي مزمن يصيب جهاز المناعة و يصيب الجلد والأظافر والمفاصل. و هي واحدة من الأمراض الجلدية الأكثر شيوعا. من بين أسبابها نجد الإستعداد الوراثي، من بين محفزات أخرى ضرورية لتكونها. يسمى مرض الصدفية بأمراض المناعة الذاتية. جهازنا المناعي هو الذي يحمينا من الأمراض والالتهابات. في أمراض المناعة الذاتية مثل الصدفية، يهاجم الجهاز المناعي للمصابين خلايا الجسم السليمة عن طريق الخطأ مسبباً آفات جلدية.
أنواع الصدفية
توجد أنواع متعددة من الصدفية، وقد يصاب الأفراد بنوع أو نوعين معًا، أو قد يتحول النوع و تتطور ليصبح صنفًا آخر أكثر شدة، وتشمل تلك الأنواع ما يلي:
الصدفية القشرية
هي أكثر الأنواع شيوعًا، وتتسبب في ظهور طبقات رقيقة وناشفة وحمراء من الجلد، تكون مغطاة بقشور فضية. عادة ما تتطور البقع بشكل متطابق على الجسم وتميل إلى الظهور على فراء الرأس والجذع والأطراف، وخاصة المرفقين والركبتين.
الصدفية النقطية
يصيب هذا النوع غالبًا الشبان والأطفال، وتتهيج غالبًا جراء العدوى البكتيرية (مثل: عدوى البكتيريا العقدية التي تصيب الحلق)، وتظهر داخل حدود منطقة الجذع والأطراف.
الصدفية البثرية
يتكون هذا النوع من فقاعات مليئة بالصديد (بثور) على سطح الجلد، وتظهر بأشكال مختلفة في مناطق مختلفة من الجسم. وعادة ما يصيب هذا النوع اليدين والقدمين، ويمكن أن تتشقق هذه البثور، مسببة شقوقًا مؤلمة في الجلد.
الصدفية العكسية
تظهر على شكل بقع كبيرة وحمراء بالجلد، وتوجد في مناطق الثنيات بالجلد (مثل: الإبطين، الفخذين، تحت الثدي)، وتزداد الحالة سوءًا مع الاحتكاك والتعرق.
صدفية الأظافر
يعاني بعض الأشخاص المصابين بالصدفية من مشكلات في الأظافر. تظهر في صورة حُفَرٍ صغيرة أو خدوش فوق سطح الأظافر. قد تتخذ الأظافر اللون البني الداكن أو قد تنفصل عن قاعدة الظفر.
التهاب المفاصل الصدفي
يُصاب بعض الأشخاص الذين يعانون الصدفية بنوع من التهاب المفاصل، إذ تظهر هذه الالتهابات غالبًا في صورة ألم وتورم وتصلب في المفصل، خاصةً مفاصل الأصابع، أو الشعور بألم في الكاحل.
الصدفية: عوامل الخطر
تظهر الصدفية ما بين سن 15 و 35، لكن من المحتمل أيضا ظهورها عند الأطفال وكبار السن. بعض الأنواع تكون أكثر شيوعا خلال فترة الطفولة بينما يكون البعض الآخر خلال فترة المراهقة.
- الجينات
وفقًا لدراسة “الوراثة و الصدفية” التي أجرتها الجمعية الإسبانية لمرضى الصدفية و إلتهاب المفاصل الصدفي، فإن الخطر الجيني للإصابة بالصدفية يقدر بـ 14٪، أي خطر انتقال المرض إلى الأطفال في حالة إصابة أحد الوالدين. في حالة إصابة الإثنين، يرتفع الخطر إلى 41٪. لذلك، من المهم أن نشير إلى أنه من الممكن للفرد أن يكون حاملا للجين و يكون المرض غير ظاهر.
- عوامل الخطر
غالبية حالات، 8 من كل 10 حالات، تكون نتيجةً لعوامل خارجية وبيئية. يمكن لنمط الحياة لكل شخص، التوتر، العادات السيئة مثل شرب الكحول و التدخين أو عدم الحركة أن تتسبب في ظهور الصدفية و الزيادة من حدتها. من المستحسن إتباع نظام غذائي متوازن و ممارسة الرياضة.
هل الصدفية معدية؟
على عكس ما يعتقد أغلبية الناس، الصدفية لا تنتقل من شخص لآخر و بالتالي فهي ليست معدية. كما سبق و أشرنا، على الرغم من وجود عنصر وراثي، فإن انتقال العدوى الوراثية منخفض ، لأنه لا يشمل إلا 14% إذا كان أحد الوالدين فقط ناقلاً لهذه الحالة.
الأعراض الرئيسية للصدفية
تختلف الأعراض باختلاف تجربة كل مريض. وفقا للمبادئ التوجيهية للمرضى الذين يعانون من التهاب الجلد للأكاديمية الإسبانية لعلم الأمراض الجلدية و التناسلية، قد تكون الأعراض خفيفة، مثل اللوحات العرضية و الحكة، على الرغم من أنه يمكن أن تظهر أخرى أكثر حدة، و خاصة عندما تكون اللوحات مغطاة بقشور فضية سميكة و التي يمكن أن تتساقط بانتظام. و تجدر الإشارة إلى أن ظهور الصفائح يمكن أن يكون جزئياً و في أجزاء مختلفة من الجسم حسب نوع الصدفية، كما يمكن أن يكون أكثر حدة و يغطي معظم الجسم على شكل بثرات ما يسبب الحكة وألم للمرضى.
نصائح للتحكم في الصدفية
العناية بالبشرة شيء أساسي و جد مهم. من الضروري جدا الإعتناء بعوامل مثل النظام الغذائي، نمط الحياة… و من المهم أيضا مستحضرات النظافة الشخصية. يوصى باستخدام منتجات النظافة المناسبة للحفاظ على بشرة رطبة، حيث أن نقص الترطيب يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض هذا المرض. يساعد ترطيب الجلد على تجنب تدهور الإصابات الناتجة، وكذلك حماية الحاجز الجلدي و تجنب أضرار العوامل الخارجية.
يلعب النظام الغذائي دورًا مهمًا في مكافحة الصدفية. لاتباع نظام غذائي جيد و متوازن، يوصي بإدراج الفواكه و الخضروات و البقوليات، وكذلك اللحوم و الأسماك. مع مراعاة تلك التي توفر المزيد من العناصر الغذائية الأساسية للجسم.